رسالة إلى السيد وزير التربية الوطنية
“لقد عينكم صاحب الجلالة وزيرا للتربية والتعليم باعتباركم الشخصية القادرة بما راكمتموه من خبرات وتجارب على النهوض بهذا القطاع الحيوي والحساس، لقد استبشرنا خيرا نحن رجال ونساء التعليم عندما سمعنا بخبر تعيينكم وعقدنا آمالا كبيرة على هذا التعيين وقلنا مع أنفسنا لعل عهدا جديدا سيدشن بقدومكم بما فيه خير لنساء ورجال التعليم.
لكن وياللأسف الشديد، لقد خاب ظننا وأصبحت الآمال العراض التي عقدناها كسراب يحسبه الضمان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.
تمنينا بقدومكم أن تحل مشاكلنا لكن مشاكلنا زادت وتراكمت، تمنينا بقدومكم أن نحظى بمزيد من الامتيازات ولكن حتى حقوقنا التي نستحقها ضاعت أو كادت تضيع.
مستحقات الترقية التي هي حق لنا ظلت مجمدة ولأكثر من سنتين، صحيح انكم لستم المسؤولون عن قرار التجميد ولكنكم مسؤولون عن الوعود التي قطعتموها في هذا الموضوع، لقد وعدتمونا في الرسالة التي وجهتموها الينا بمناسبة اليوم العالمي للمدرس بتاريخ 5 أكتوبر 2022 قلتم فيها بأنكم بذلتم مجهودا ماليا كبيرا وخصصتم مبلغ ملياري درهم لأداء كافة المستحقات قبل انتهاء سنة 2022.
وانتظرنا آخر شهر نونبر على أحر من الجمر وقلنا إنه الشهر التي ستسوى فيه أغلب الترقيات لكن آخر هذا الشهر لم يأت بجديد ومضى كما مضت الشهور قبله دون أي تسوية تذكر، ثم عقدنا الآمال على آخر شهر دجنبر لنتفاجأ ونحن في وسط الشهر بأنه ليس هناك أي تسوية في آخر الشهر وأنكم قمتم بتجميد هذه الترقيات مرة أخرى وربطتموها بالوصول إلى اتفاق نهائي بشأن “النظام الأساسي الجديد” مع النقابات، مع أن مستحقات الترقيات هي حقوق مكتسبة وليست موضعا للتفاوض تحت أي ذريعة كانت.
ما هذا الظلم؟ وما هذا التعسف الذي تمارسونه في حق نساء ورجال التعليم؟؟
أليس الأولى بكم أن تكونوا أنتم أول من يسهر على ضمان حقوق نساء ورجال التعليم؟
أليس الأولى بكم أنتم من يجب أن يسعى ويعمل على تمتيع رجال ونساء التعليم بمزيد من الحقوق والامتيازات؟
ألستم في كل مناسبة ترددون وتؤكدون على أهمية نساء ورجال التعليم في النهوض بالقطاع؟
ماذا تنتظرون من أستاذ هضمتم أبسط حق من حقوقه وهي أن يستفيد من مستحقات ترقيته كما استفاد جميع الموظفين وفي جميع القطاعات من مستحقات ترقياتهم؟
كيف سيؤدي الأستاذ مهمته في النهوض بالقطاع وهو مهضوم الحقوق؟
كيف سيؤدي الأستاذ مهمته لينخرط في تنزيل خارطة الطريق التي أعددتموها للنهوض بالقطاع وأنتم تمرغون كرامته في التراب؟
إننا نشعر كأساتذة بكثير من الخزي والعار عندما نسمع موظفين في قطاعات أخرى يستفيدون من منح استثنائية زائدة إكراما وتشجيعا لهم لأداء مهامهم، في حين أن رجال ونساء لم يأخذوا حتى حقوقهم المستحقة؟؟؟
إننا نحملكم كافة أوزار ما يحيق بنساء ورجال التعليم من ظلم وقهر وهضم للحقوق نحملكم وزر ذلك أمام الله والناس أجمعين.
والسلام
من رجل تعليم مقهور – امحمد بلفضيل”.