كسرت النقابة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الهدوء الذي يعيشه درب عمر بالدار البيضاء صباح اليوم الأحد، بعدما خرجت في مسيرة جهوية احتجاجا على توصية المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بفرض رسوم تسجيل على الأسر من أجل تدريس أبنائها بالمستوى الثانوي والجامعي.
وعرفت المسيرة الاحتجاجية التي جابت درب عمر، مرورا بشارع لالة الياقوت وسط الدار البيضاء، أمام حضور أمني واضح، مشاركة عدد من القيادات البارزة، على رأسها نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، وعبد القادر الزايير، نائب الكاتب العام للكونفدرالية، وقيادات من حزب المؤتمر الاتحادي، ونقابات تعليمية أخرى.
وأكد علال بلعربي، الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم، أن هذه المسيرة الاحتجاجية تأتي "من أجل المواجهة الجماعية لمخطط يستهدف أبناء الشعب المغربي"، مضيفا أنه "لا يمكن السماح للوبيات في هذا البلد بالتحكم وحرمان أبناء الشعب من تعليم جيد".
ووجه بلعربي، في كلمة له قُبيل انطلاق المسيرة، انتقادا للدولة في تعاطيها مع إصلاح المدرسة العمومية؛ إذ أكد أن "الارادة الوطنية للإصلاح لا زالت مفقودة، والإرادة السياسية غير متوفرة"، مشيرا إلى أن "الدولة غير مقتنعة بذلك، ما يجعل انعدام الإصلاح يؤدي إلى أفق خطيرة".
ولفت المسؤول النقابي إلى أن "سقوط المدرسة هو سقوط لركن من أركان الدولة؛ لأن المدرسة هي المُوحِّدة وليس القطاع الخاص الذي لا يهمه سوى البيع والربح". وأكد، في تصريح لهسبريس، أن النقابة الوطنية للتعليم ستنزل إلى منازل المغاربة لطرق أبوابهم قصد تحذيرهم من الوضع، وتوحيد الجهود للدفاع عن المدرسة العمومية.
وأوضح أنه "في حال لم يتفاعل الآباء مع ذلك، فإن معركة الدفاع عن المدرسة العمومية قد نخسرها، وسيكون بذلك المغرب بشكل عام هو الخاسر الأكبر"، وقال: "سنعمل على تحميل الدولة المسؤولية في إصلاح التعليم، وسنحدد الخطوات التصعيدية الأخرى ضد الدولة من أجل ثنيها عن الإصلاح".
أما نبيلة منيب التي تقدمت المسيرة، فقالت في تصريح للجريدة: "يجب الاستمرار في النضال من أجل المدرسة العمومية؛ لأن هذه المعركة هي معركتنا بامتياز، ونؤكد لمن يقصف المكتسبات أن المدرسة العمومية المجانية الجيدة هي خط أحمر".
منيب أوضحت، ضمن تصريحها، أنها رفقة أعضاء فيدرالية اليسار الديمقراطي وحزبها "سنساهم في كل المعارك النضالية، ومستعدون لخوض النضال ضد كل أسلحة الدمار الشامل الموجهة للمدرسة العمومية"، مؤكدة أن "الأولوية يجب أن تكون للمدرسة العمومية المجانية الجيدة التي يستحقها هذا الشعب المكافح".
وعرفت المسيرة الاحتجاجية التي شارك فيها قرابة 300 شخص، وتأخرت في انطلاقتها عن الموعد بما يربو عن ساعة من الزمن، رفع شعارات ضد حكومة عبد الإله بنكيران، والمطالبة برحيله، واتهامه بالعمل على ضرب مجانية التعليم من خلال القانون الإطار الذي أعدته حكومته.
عن موقع هسبريس