مراسلة : الأستاذ سعيد شقروني
صدر العدد الجديد من مجلة الفرقان المغربية، وقد تم تخصيص ملف العدد 78 لمقاربة موضوع أثار جدلا واسعا في الآونة الأخيرة؛ (مراجعة التربية الإسلامية، لماذا؟). وللإجابة عن مجموعة من الأسئلة والقضايا التي أثارها موضوع المراجعة استكتبت مجلة الفرقان ثلة من الباحثين والأكاديميين، قصد تنوير الرأي العام وكل المهتمين بخلفيات المراجعة وسياقاتها وتداعياتها. وقد كتب بصمة العدد الدكتور أحمد كافي وعنونها ب(التربية الدينية والتربية الإسلامية، بين الخطاب الديني الوسطي والخطاب الديني المتطرف)، ركز فيها على بيان مكانة الدين والتربية الإسلامية في حياة الإنسان، مبرزا مدى أهمية المراجعة وضرورتها، ومحددا في الآن نفسه الجهات التي ينبغي أن تقوم بهذه المراجعة، وختم الدكتور أحمد كافي بصمة العدد بالحديث عن الخطاب الديني والجهات المسؤولة عن إنتاجه، مميزا في هذا الخطاب بين ما نحا منه منحى التطرف وما نحا منه منحى الوسطية، وقد ختم نائب رئيس تحرير مجلة الفرقان بصمة العدد بقوله:" إننا على يقين أنه إذا لم يتحمل أمناء الشريعة أمانتهم، فإنه لزوما سيحصل المسخ في الخطاب وفي الممارسة. وسيظهر الساعون إلى تحنيط الدين لكي يكون خادما مطيعا للمتغلب أو للمصالح... أو يظهر الآخرون المعادون للدين، والعاملون من أجل إزاحته. وأما الغلاة فلا حياة لغلوهم، ولا بقاء لخطابهم وإن كانوا مشوشين إلى أجل.".
وقد شارك في مقاربة قضايا الملف باحثون وتربويون، إذ كتب الدكتور مصطفى بنحمزة حول(رؤية في التعليم الديني بالمدرسة المغربية)، وكتب الدكتور محمد البويسفي حول (قيم الوسطية والاعتدال في كتب التربية الإسلامية، المستوى الثانوي التأهيلي نموذجا). وكتبت الأستاذ محمد البراهمي حول(التربية الإسلامية استثمار في المستقبل)، أما الدكتور محمد بولوز فكتب عن (تغيير مناهج التربية الإسلامية، بأي معنى؟)، وخصص الأستاذ محمد أبجطيط مقاله لـ(قراءة في منهاج التربية الإسلامية والتوجهات المقترحة)، أما الأستاذ بوجمعة حدوش فتساءل في مقاله (هل تحتاج مادة التربية الإسلامية إلى مراجعة؟)، وكتب الأستاذ خالد البورقادي عن (الدعوة إلى مراجعة مناهج "التربية الدينية" السياق وواقع التربية الإسلامية)، وتمحورت دراسة الأستاذ محمد احساين حول (منهاج التربية الإسلامية سياقات المراجعة ومداخل التطوير)، وخصص الأستاذ عثمان صولحي دراسته ل (مقدمات في مراجعة مناهج التربية الإسلامية)، وتضمن الملف وثيقتين؛ الأولى هي بيان حركة التوحيد والإصلاح حول الموضوع، والثانية مراسلة الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية للسيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني في موضوع المراجعة. وقدم الأستاذ محمود ثروت أبو الفضل ضمن ركن قراءة في كتاب قراءة في كتاب نحو تربية إسلامية راشدة لصاحبه محمد بن شاكر الشريف، وتضمن ركن ثقافة شرعية في هذا العدد مقالة واحدة للدكتور أحمد كافي (العابثون بالدليل)، أما الدكتور فريد أمعضشو فكتب في ركن ائتلاف واختلاف حول (البحث العلمي في الوطن العربي، رؤية تشخيصية)، وكتب الدكتور محمد همام في ركن قضايا راهنة عن الانقلاب التركي وجماعة الخدمة، كما كتب في نفس الركن الأستاذ رشيد الكشرادي حول عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي الدلالات والرهانات، وتم تخصيص ركن الأدب والفن لإدراج ثلاثة نصوص شعرية لكل من ثريا الوزاني (استشهاد القماط) وأحمد الصمدي (صباح الخير يا غزة) وعبد المجيد بطالي (عصارة الورد)، وتضمن الركن أيضا قصتين لكل من توفيق الشاري(صناعة الضحك) وسلوى ياسين(أكتب أو اهرب)، وكتب الصفحة الأخيرة لهذا العدد أحمد رزيق (إنعاش الذاكرة.