منال.. متفوقة بـ"الباك" تشكو "حيف" وزارة بلمختار

على إثر إعلان وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني أن تلميذة تدرس بثانوية سيدي بنور التابعة للنيابة الإقليمية لسيدي بنور قد حصلت على معدل 19,16 في شعبة العلوم الفيزيائية برسم الدورة العادية لامتحانات البكالوريا، وفي الوقت الذي اعتبرته الوزارة أعلى معدل مسجل في هذه الشعبة على المستوى الوطني، أكّدت تلميذة أخرى تدرس بإحدى المؤسسات الخاصة بمدينة الجديدة أن المعدل الذي حصلت عليه في نفس الشعبة يفوق المعدل المشار إليه في البلاغ.

التلميذة منال مرنيسي التي تبلغ من العمر 18 سنة وتدرس بمدينة الجديدة، وفي تصريحها لهسبريس، شدّدت على أن مجموعة من وسائل الإعلام أشارت في موادها، بناء على بلاغ صادر عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة عبدة، وبلاغ آخر صادر عن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، أن 19,46 هو أعلى معدل مسجل في شعبة علوم الحياة والأرض، و19,16 هو أعلى معدل في شعبة العلوم الفيزيائية.

وأضافت منال أنها حصلت على 19,18 في المعدل السنوي العام للسنة الثانية بكالوريا، وتمكنت من بلوغ 19,51 في الامتحان الوطني للبكالوريا، دون أن تتم الإشارة إليها في بلاغات الأكاديمية أو الوزارة أو وسائل الإعلام، في الوقت الذي تمت الإشارة إلى ما دونها من المعدلات، متسائلة عن السبب فيما أسمته بالظلم والحيف الذي طالها لأسباب مجهولة.

ومن جهة ثانية، أكّدت مرنيسي أن تلميذة حصلت، خلال السنة الماضية، على معدل مشرف في امتحان البكالوريا، ونالت من الاهتمام الشيء الكثير سواء من الوزارة أو وسائل الإعلام، في الوقت الذي لم تحض به مرنيسي حتى بإشارة بسيطة إلى معدلها في بلاغات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، في الوقت الذي أكّدت مسؤولة بذات الوزارة، في تصريحها لهسبريس، أن المصالح المختصة تعتمد في ترتيب المترشحين على المعدلات العامة وليس معدلات الامتحان.

وبعد أن عبرت ذات التلميذة عن سعادتها بنيلها معدل جد مشرف على الصعيد الجهوي والوطني، طالبت منال مرنيسي من وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بضرورة ردّ الاعتبار لها وتقدير مجهوداتها وإعطائها حقها من الإشادة والإشارة في البلاغات، مشيرة أنها نالت في مادة الرياضيات 20 من 20، "خلافا لما تم الترويج له حول حصول إحدى التلميذات على 19,75 بالجديدة كأعلى نقطة في مادة الرياضيات شعبة العلوم الفيزيائية لامتحانات هذه السنة"، حسب تعبير منال.

حميد فكري رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسة الخاصة التي تدرسها بها منال، وفي تصريحه لهسبريس، أشار إلى أن "الجمعية تفاجأت كثيرا لحظة قراءة البلاغ الصادر عن الوزارة، والذي ينص على أن أول معدل وطني هو 19,16 في شعبة العلوم الفيزيائية، علما أن التلميذة منال مرنيسي حصلت على 19,18 "، واصفا القضية بالظلم والحيف، وضرب لمبدإ تكافؤ الفرص الذي ينص عليه دستور 2011، مشيرا إلى أن التعليم الخاص هو جزء من المنظومة التعليمية المغربية.

وفي الوقت الذي أوضح مسؤول بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني أن 19,46 هو أول معدل على الصعيد الوطني في التعليم الخصوصي، ومعدل 19,16 المشار إليه في البلاغ هو الأعلى في التعليم العمومي، أشارت أمينة بنسليمان مديرة ثانوية تأهيلية خاصة بالجديدة إلى أنه "من الخطير جدّا أن نرسخ في نفوس التلاميذ الإحساس بالميز على أساس أن هذا تعليم خاص والآخرعمومي، مؤكّدة أن جميع التلاميذ هم مواطنون من نفس الدرجة، ويخضعون لنفس النظام التعليمي، ويجتازون نفس الامتحانات الإشهادية، ما يتطلب إعطاءهم نفس الحظوظ".

وأكّدت أمينة بنسليمان أنها ستراسل، يوم الاثنين القادم، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني باعتبارها مديرة الثانوية التأهيلية التي تدرس بها التلميذة منال، من أجل مطالبته بضرورة تدارك الأمر وإصدار بلاغ أكثر وضوحا وإنصافا للتلاميذ الذين بدلوا مجهودات كبيرة دون أن تتم الإشارة إلى أسمائهم أو معدّلاتهم، مؤكّدة على أن ترتيب المترشحين "يجب أن يعتمد فقط على المعدلات وليس القطاع الذي تنتمي إليه مؤسساتهم"، وفق تعبير ذات المتحدثة.
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات