وأخير، تمَّ، جزئيا، الإفراج عن ملف الدكاترة العاملين، أو بالأدق «المعتقَلين»، في التعليم المدرسي وعلى مدار زمني تجاوز العقد من الزمن، كما هو حال كاتب هذه السطور
وغيره من أبناء الشعب. وقع ذلك من خلال الخضوع لمباراة شاملة، لكنْ على الطريقة التي أرادتْها الوزارة الوصيَّة على القطاع. وكان حظ الأدب العربي منها، وكالعادة، إلى جانب الدراسات الإسلامية، هزيلا، بالنظر إلى أعداد الدكاترة العاملين في القطاع والطامحين إلى تغيير الإطار من أستاذ في التعليم الثانوي إلى أستاذ مساعد في التعليم العالي.
شخصيا، لا أخفي أن ولوج المدرسة العليا للأستاذة، ولاسيما في مطلع تسعينيات القرن الماضي، والوضع لما يزال كذلك، كان، وبجميع المقاييس، حلما لكثيرين، خصوصا من أبناء ما دون الطبقة المتوسطة، كما في حالي، ومن الذين ولجوا، وعلى هزال العدد الذي لا يتعدى عدد الأصابع، المدرسة العليا للأستاذة في تطوان في العام 3991. لقد سعدت للنجاح الذي خمَّنت في حينه، أنه سيسعفني على إتمام دراساتي العليا، من خلال الشروع في إنجاز دبلوم الدراسات العليا والدكتوراه في كلية الآداب في الرباط، بالنظر إلى دبلوم الدراسات المعمَّقة، الذي كنت قد حصلت عليه قبل عام واحد فقط بعد ولوج المدرسة نفسها. وهو ما كان لي بين عامي 8991 و2002، وتحت إشراف أستاذي الجليل إدريس بالمليح، أدام الله عمره، والذي كان يوصيني بمزيد من البحث والتواضع في الوقت ذاته. المصدر : موقع تربية بريس
ومنذ تلك الفترة، ظللت أتطلَّع إلى منصب «أستاذ مساعد»، لكنْ دون جدوى. فمرة لا يوقع الوزير، ومرة لا يوقع العميد، ومرة لا يوقع مدير الأكاديمية، ومرة لا يوقع النائب الإقليمي، ومرة، فعلها «سماسرة» النقابة من الذين لا يهدأ لهم جفن. وفي جميع الحالات، لم يكن مطلوبا لا البحث العلمي و«لا هم يحزنون»...
وقد ظل الوضع على ما هو عليه إلى أن تزايد ضغط الدكاترة إلى الحد الذي أفضى بهم، في العام الماضي، إلى أن يقاطعوا العمل، وفي إضراب مفتوح، على امتداد شهرين تقريبا. وكان الضائع، بكل تأكيد، هم أبناء الشعب، الذين من المفروض أن نبذل مجهودا مضاعَفا بخصوصهم. وكان، أيضا، الإعلان عن النتائج التي لا يمكنها أن تُرضيَّ الجميع.
لقد شكَّل النجاح «حدثا» لكثير من الأصدقاء، ولاسيما من الذين يرغبون في تطوير أحلامهم المعرفية، التي كثيرا ما أُجهِضت بالنظر إلى «سرطان القسم»، المميت بالتدريج والتقسيط، ولاسيما حين يجد المرء نفسَه في حرب مفتوحة مع إداريّ بسيط وعلى غير شاكلة صديقنا السي محمد اضريضر، شعلة الإدارة التربوية والأداء الأخلاقي في أصيلا، التربوية الصغيرة. أسماء كثيرة كانت لا تستحق كل هذه المدة من «الاعتقال» في الأقسام الثانوية، وكانت ستسهم في إثراء البحث العلمي في المغرب. أسماء يضيق المقام عن ذكرها ولها سجلّ علمي لا يمكن أن يقارَن بسجل الكثير من جامعيينا الأجلاء، الذين لم ينشر 55 في المائة منهم مقالا واحداًحتى الآن... ويَهمُّني أن أذكر من أسماء الأصدقاء، من الذين كنت أتواصل معهم، وباستمرار، جمال بندحمان وحسن مودن وشكيب عبد الحميد... وعبد العاطي الزياتي، الذي «خلخلني»، حقّاً، حين سألته عن الموضوع التالي الذي سيكتب عنه، بالنظر إلى «ولادتنا الجديدة» وبالنظر إلى «هامش الوقت» الذي أُتيح لنا... فقد كان جوابه الصادم: الآن، سأبدأ في قراءة الكتب التي لم يُسعفني الوقت من قبلُ على قراءتها... إنه سؤال صريح وصادم، ذلك أن القراءة لا مجال فيها للتأجيل!؟
وغيره من أبناء الشعب. وقع ذلك من خلال الخضوع لمباراة شاملة، لكنْ على الطريقة التي أرادتْها الوزارة الوصيَّة على القطاع. وكان حظ الأدب العربي منها، وكالعادة، إلى جانب الدراسات الإسلامية، هزيلا، بالنظر إلى أعداد الدكاترة العاملين في القطاع والطامحين إلى تغيير الإطار من أستاذ في التعليم الثانوي إلى أستاذ مساعد في التعليم العالي.
شخصيا، لا أخفي أن ولوج المدرسة العليا للأستاذة، ولاسيما في مطلع تسعينيات القرن الماضي، والوضع لما يزال كذلك، كان، وبجميع المقاييس، حلما لكثيرين، خصوصا من أبناء ما دون الطبقة المتوسطة، كما في حالي، ومن الذين ولجوا، وعلى هزال العدد الذي لا يتعدى عدد الأصابع، المدرسة العليا للأستاذة في تطوان في العام 3991. لقد سعدت للنجاح الذي خمَّنت في حينه، أنه سيسعفني على إتمام دراساتي العليا، من خلال الشروع في إنجاز دبلوم الدراسات العليا والدكتوراه في كلية الآداب في الرباط، بالنظر إلى دبلوم الدراسات المعمَّقة، الذي كنت قد حصلت عليه قبل عام واحد فقط بعد ولوج المدرسة نفسها. وهو ما كان لي بين عامي 8991 و2002، وتحت إشراف أستاذي الجليل إدريس بالمليح، أدام الله عمره، والذي كان يوصيني بمزيد من البحث والتواضع في الوقت ذاته. المصدر : موقع تربية بريس
ومنذ تلك الفترة، ظللت أتطلَّع إلى منصب «أستاذ مساعد»، لكنْ دون جدوى. فمرة لا يوقع الوزير، ومرة لا يوقع العميد، ومرة لا يوقع مدير الأكاديمية، ومرة لا يوقع النائب الإقليمي، ومرة، فعلها «سماسرة» النقابة من الذين لا يهدأ لهم جفن. وفي جميع الحالات، لم يكن مطلوبا لا البحث العلمي و«لا هم يحزنون»...
وقد ظل الوضع على ما هو عليه إلى أن تزايد ضغط الدكاترة إلى الحد الذي أفضى بهم، في العام الماضي، إلى أن يقاطعوا العمل، وفي إضراب مفتوح، على امتداد شهرين تقريبا. وكان الضائع، بكل تأكيد، هم أبناء الشعب، الذين من المفروض أن نبذل مجهودا مضاعَفا بخصوصهم. وكان، أيضا، الإعلان عن النتائج التي لا يمكنها أن تُرضيَّ الجميع.
لقد شكَّل النجاح «حدثا» لكثير من الأصدقاء، ولاسيما من الذين يرغبون في تطوير أحلامهم المعرفية، التي كثيرا ما أُجهِضت بالنظر إلى «سرطان القسم»، المميت بالتدريج والتقسيط، ولاسيما حين يجد المرء نفسَه في حرب مفتوحة مع إداريّ بسيط وعلى غير شاكلة صديقنا السي محمد اضريضر، شعلة الإدارة التربوية والأداء الأخلاقي في أصيلا، التربوية الصغيرة. أسماء كثيرة كانت لا تستحق كل هذه المدة من «الاعتقال» في الأقسام الثانوية، وكانت ستسهم في إثراء البحث العلمي في المغرب. أسماء يضيق المقام عن ذكرها ولها سجلّ علمي لا يمكن أن يقارَن بسجل الكثير من جامعيينا الأجلاء، الذين لم ينشر 55 في المائة منهم مقالا واحداًحتى الآن... ويَهمُّني أن أذكر من أسماء الأصدقاء، من الذين كنت أتواصل معهم، وباستمرار، جمال بندحمان وحسن مودن وشكيب عبد الحميد... وعبد العاطي الزياتي، الذي «خلخلني»، حقّاً، حين سألته عن الموضوع التالي الذي سيكتب عنه، بالنظر إلى «ولادتنا الجديدة» وبالنظر إلى «هامش الوقت» الذي أُتيح لنا... فقد كان جوابه الصادم: الآن، سأبدأ في قراءة الكتب التي لم يُسعفني الوقت من قبلُ على قراءتها... إنه سؤال صريح وصادم، ذلك أن القراءة لا مجال فيها للتأجيل!؟